حمدًا لله تعالى، وصلاةً وسلامًا على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..
فإن تأملاتنا في هذه الحلقة، سوف تكون حول الابتلاءات بين المحنة والمنحة، والتي أشارت إليها الآية الكريمة في سورة آل عمران، في الجزء الرابع، وهي قوله تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ (آل عمران: 186).
فالآية حددت ثلاثة أنواع من الابتلاء: المال، والنفس، ثم الابتلاء من أعداء الإسلام، الذين لا يكفون عنه في كل زمان ومكان، والمتمثل في سب الإسلام، ومحاربته والتشويش عليه، وإثارة الشبهات من حوله، والإساءات المتكررة لرسول الإسلام سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم-، ثم ذكرت الآية ما يجب على المسلم تجاه هذه الابتلاءات، ألا وهو الصبر، وذلك لأنه وصية الله تعالى لأولي العزم من الرسل، حيث قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (الأحقاف: 35).
فالابتلاء سنة لله تعالى جارية في خلقه، لا تتبدل ولا تتخلف ولا تتحول، فلن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلاً، فالله تعالى يختبر عباده لا ليعلم شيئًا غاب عنه- حاش لله- ولكن ليعلم العبدُ حقيقة نفسه، وضعفها، أو قوتها، فإذا نجح في الاختبار، واجتاز الصعاب، فسوف يزداد إيمانه قوةً ويقينًا. أما إذا رسب في الامتحان وفشل فيه، فسوف يعترف بخطئه ويقر بذنبه يوم الحساب. ﴿وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ (الكهف: من الآية 49)، ولا يقول: لو أنني ابتليت لصبرت!!.
والابتلاء يظهر حقيقة الإنسان، ويكشف زيفه، ويفضح نواياه، إن كان كاذبًا، ويعلي شأن الصادق، ويرفع قدره، فمن ادعى أمرًا فعليه أن يدلل على صدقه في ادعائه، فمن يزعم أنه مؤمن، فليدخل ساحة الحياة، وليمر بابتلاءات، ولنرى ماذا يكون. قال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)﴾ (العنكبوت)، وقال تعالى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ (العنكبوت: 11).
فوائد المحن في طريق الدعوة
لا يجوز لمسلم أن يعرض نفسه للفتنة، لأنه قد لا يصبر عليها، أو يضع نفسه موضع الذل والهوان، أو موضع المتَسَلطِ عليه من الكفار، فيصبح فتنة للذين كفروا، ولكن إذا تعرض المسلم للمصائب والمحن بقدر من الله، ولحكمة يريدها الله، فلا بد أن يصبر ويتقي الله، وبعدها يؤتي الله نصره من يشاء، وعندما يتعرض المسلمون للمحن والرزايا فلا شك أن في ذلك فوائد كثيرة يريدها الله، كتمحيص الصفوف ومعرفة الصابرين المجاهدين، والدخلاء الذين هم غثاء كغثاء السيل.
وللإمام عز الدين محمد بن عبد السلام- رحمه الله- لفتاتٌ طيبةٌ في هذا الموضوع، ننقلها بطولها لأهميتها، قال: وللمصائب والمحن فوائد تختلف باختلاف رتب الناس:
أحدها: معرفة عز الربوبية وقهرها.
الثاني: معرفة ذل العبودية وكسرها، وإليه الإشارة، يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)﴾ (البقرة)، اعترفوا بأنهم ملكه وعبيده، وأنهم راجعون إلى حكمه وتدبيره، لا مفر لهم منه ولا محيد لهم عنه.
الثالثة: الإخلاص لله تعالى، إذ لا مرجع في رفع الشدائد إلا إليه: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ﴾ (الأنعام: من الآية 17) وقال تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107)﴾ (يونس).
الرابعة: التضرع والدعاء: ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا﴾ (يونس: من الآية 12)، وقال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (62)﴾ (النمل).
الخامسة: تمحيصها للذنوب والخطايا: "ولا يصيب المؤمن وصب ولا نصب حتى الهم يهمه والشوكة يشاكها إلا كفر به عن سيئاته" رواه مسلم.
السادسة: ما في طيها من الفوائد الخفية: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ (النساء: من الآية 19)، ولما أخذ الجبار سارة من إبراهيم- عليه السلام- كان في طي تلك البلية، أن أخدمها هاجر، فولدت إسماعيل لإبراهيم- عليهما السلام-، فكان من ذرية إسماعيل خاتم النبيين، فأعظم بذلك من خير كان في طي تلك البلية.
السابعة: إن المصائب والشدائد تمنع من الأشر والبطر والفخر والخيلاء والتكبر والتجبر، ولهذه الفوائد الجليلة، كان أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، كالذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، وتغربوا عن أوطانهم، وتكاثر أعداؤهم، ولم يشبع سيد الأولين من خبز مرتين، وأوذي بأنواع الأذية، وابتلي في آخر الأمر بمسيلمة وطليحة والعنسي، قال- عليه الصلاة والسلام-: "مثل المؤمن، كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح تصرعها مرة وتعدلها مرة حتى تهيج".
الثامنة: الرضا الموجب لرضوان الله تعالى، فإن المصائب تنزل بالبر والفاجر، فمن سخطها فله السخط، ومن رضيها فله الرضا، أهـ.
ففي كل محنة منحة، وفي كل ألمٍ أمل، وفي كل عسر يسر، وفي كل هم فرج، هكذا قضت سنة الله تعالى، فما من ابتلاء يثبت فيه أصحابه، إلا ويخرجون من بعده أشد ما كانوا وأفضل، وأهم شيء يحذره المسلم هو اليأس، والضعف والوهن فإذا تسرب اليأس إلى قلب المسلم، وضعف واستكان، انهزم أمام نفسه وأمام أعدائه.
إنه ليس أضر على الدعوات من أن يتسرب الـيـأس إلـى أفرادها، أو يصيبهم الوهن والضعف بسبب محنة، أو ابتلاء، فهذا مرض قـاتـل حذر الله المسلمين منه بعد غزوة أُحُد فخاطبهم قائلاً ﴿وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾ (آل عمران)، فإن من سنة الله في الدعوات أن تنتصر وتنهزم، وتُـبـتـلى بالـمـصـائب ونقص الأفراد والأنفس؛ لتكون دروسًا قاسيةً يتعلم فيها المسلم أشياء لم يكن ليتعلمها بالوعظ والكلام.
لقد ابتليت الدعوات في هذه الأيام بتسلط الظالمين المفسدين يؤازرهـم مـن ورائهم شـيـاطـيـن الإنـس مـن كل ملة ودولة، بل إن المتتبع لما يجري على الساحة في أنحاء العالم الإسلامي، لَيجد تصميمًا عجيبًا على إقصاء الإسلام وإبعاده عن الفعل والتأثير، ويقابل ذلك دعوات مخلصة، ولكن مـع تـفرق في الصف الإسلامي وضعف في الأخذ بالسياسة الشرعية المناسبة لكل حدث ومعرفة سنن الله في التغيير.
وقد علَّمتنا دروس التاريـخ الـقـديـم والحـديـث أنـه بعد الفتن والمحن، يخرج أصناف من الناس على النحو التالي:
الصنف الأول: تعلم من التجارب، واستفاد من المحن، فخرج منها أصلب عودًا، وأقوى شكيمةً، فخرج يجمع كوادره وصفوفه، وينظم أعماله، ويعد مناهجه على خطى الحبيب محمد- صلى الله عليه وسلم- فأثمرت المحنة في هؤلاء وآتت أكلها ضعفين، فحمل رجالها الراية جيلاً بعد جيلٍ، وانتشروا في ربوع الدنيا يدعون الناس إلى الحق، إلى الدين الشامل الكامل تحت زعامة الرسول- صلى الله عليه وسلم- وقيادته، حتى عم صداها كل أنحاء المعمورة، ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ (المائدة: من الآية 54).
الصنف الثاني: سقطوا في المحنة، وانقلبوا على أدبارهم، وصاروا أعداء لدعوةٍ طالما احتضنتهم حينًا من الدهر، وكانوا فيها ملء السمع والبصر، فخرجوا منها، ليصيروا أعداء لها، وكأن لم تكن بينهم وبينها مودة، فأصبحوا في طي النسيان، ودخلوا التاريخ الآخر من بابه الخلفي، فنسأل الله تعالى حسن الخاتمة.
الصنف الثالث: خرج من المحنة بفكر جديد، فيه من العنف الكثير، وبعيد عن المنهج القويم، لذلك فإنهم قد انقسموا على أنفسهم، فأصبحوا ما بين تكفير وجهاد، يسيرون على منهج بعيدٍ كل البعد عن منهج أهل الحق، فنفروا الناس منهم، ولم يجن أي منهم سوى شق الصفوف، وإعطاء الفرصة للمتربصين بالدعوة لضربها والنيل منها.
وفي كل الأحوال، فإن الابتلاءات، تنقي الصف من الدخلاء عليه، وتجعلك تعرف من معك، ومن عليك. وتعرف حجمك الطبيعي وقوتك الحقيقية، دون خداع، أو تضليل. هذا ما يتعلق بالابتلاءات في طريق الدعوة.
أما ما يتعلق بالابتلاء في النفس، فإننا نلاحظ أن قوله تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾ (آل عمران: من الآية 186)، قد جاء بعد قول الله عز وجل: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)﴾ (آل عمران) والابتلاء في النفس إنما يكون بالقتل والجراح والأسر والأمراض وفقد الأقارب وسائر ما يرد عليها من أصناف المتاعب والمخاوف والشدائد.
وبذلك ابتلي الأنبياء، بل كانوا في مقدمة المبتَلين. ومن هؤلاء أيوب عليه السلام، الذي يضرب به المثل في الصبر على الضراء، حيث يقول الله تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ (84)﴾ (الأنبياء).
ومن هؤلاء خير الخلق محمد- صلى الله عليه وسلم- فعن عبد الله بن مسعود قال: دخلت على النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو يوعك، فمسسته بيدي فقلت: يا رسول الله، إنك لتوعك وعكًا شديدًا، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم". قال: فقلت: ذلك لأن لك أجرين؟ فقال: "أجل"، ثم قال "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله تعالى به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" (متفق عليه).
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أنه دخل على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو موعوك، عليه قطيفة فوضع يده فوق القطيفة فقال: ما أشد حماك يا رسول الله!، قال: "إنا كذلك يشدد علينا البلاء، ويضاعف لنا الأجر"، ثم قال: يا رسول الله، من أشد الناس بلاءً؟ قال: "الأنبياء. قال: ثم من؟ قال: العلماء، قال: ثم من؟ قال: الصالحون، كان أحدهم يبتلى بالقمل حتى يقتله، ويبتلى أحدهم بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها، ولأحدُهم كان أشد فرحًا بالبلاء من أحدكم بالعطاء" (رواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات والحاكم واللفظ له وقال صحيح على شرط مسلم وله شواهد كثيرة).
وأما الابتلاء في المال، فيكون في العطاء والمنع، أي أن الله تعالى عندما يعطيك، فهو يبتليك، وعندما يسلبه منك، فهو يبتليك. وذلك كما قال الله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)﴾ (الأنبياء)، وأخيرًا فإن المطلوب تجاه كل ابتلاء، إنما هو الصبر، قال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157)﴾ (البقرة)، ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ (31)﴾ (محمد).
وأما ما نسمعه من أهل الكتاب، ومن المشركين من الأذى، فهو أكثر من أن يحصى، قديمًا وحديثًا، لكن الأسلوب يختلف من زمان إلى زمان، فلكل زمان أسلوبه، الذي يتم به النيل من الإسلام، ونبي الإسلام، ولكن الله حافظ دينه، وناصر جنده، وقد قضى سبحانه وتعالى في القرآن بقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)﴾ (الأنفال).