قال الدكتور مصطفى الفقي أن جماعة الإخوان المسلمين قد أضرت ضررا بالغا بالإسلام على مر العقود الثمانية الماضية وهم ليسوا مؤهلين لتولي الحكم إطلاقا وذلك لأنهم يفتقدون إلى التنظيم وليس لديهم هدف محدد.
و أضاف رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب أن مصر تعتبر بلدا فريدا من نوعها حيث تتمتع بموقع إستراتيجي وجغرافي في قلب العالم وتتحدد قيمتها في فكرة دورها الإقليمي التاريخي مثل الدور الفرنسي في قلب أوروبا والهندي في جنوب شرق آسيا.جاء ذلك في محاضره له يوم الخميس من خلال ندوة بعنوان "رؤية لمستقبل مصر" والتي نظمها مركز البحوث والدراسات السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
وأشار الفقي إلى أن العقلية المصرية ليست بالعقلية الهينة وإنها تحتاج إلى صحوة لكي تستطيع النهوض في شتى المجالات ، مضيفا أن العقل البشري هو قوة مؤثرة جدا في اقتصاد العديد من الشعوب والبلدان التي لا تمتلك ثروات طبيعية كبيرة والتي منها اليابان وتايوان وسويسرا.
وربط الدكتور الفقي تراجع دور مصر على المستوى الإقليمي مؤخرا بتراجع العملية التعليمية داخليا وما تشهده من سلبيات ، مطالبا بأن يكون التعليم في مصر قائما على ما يسمى بعلوم الذكاء حيث أنه ثبت مؤخرا أن الذكاء مكتسبا وليس فطريا ويأتي بالتدريب.
وأوضح الفقي أن ما يحدث الآن ما هو الا مجرد حشو للمعلومات وليس تعليما بالمعنى الصحيح ، داعيا إلى أن يكون التركيز على البحث العلمي لما له من تأثير قوي و مباشر للنهوض بالأمة.
وطالب الدكتور مصطفى الفقي بأن تعيد مصر فتح أبوابها لتعليم الأخوة العرب كما كان في الماضي ، مشيرا الى أن ذلك سيزيد من تأثير انتماء الدارسين العرب لمصر كوطن ثان لهم.
كما طالب الفقي بأن يكون الأزهر الشريف منارة علمية تقبل جميع الطلاب من جميع أنحاء العالم بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم ليتخرج منه علماء ودعاة منفتحون على الثقافات الأخرى ويقبلون بكل ما هو جديد.
وأضاف الدكتور الفقي إنه من أجل مستقبل أفضل لمصر يجب "فصل الدين عن السياسة" ، مشيرا إلى أن "الدين فكرة مطلقة والسياسة فكرة نسبية فالدين قائم على الإيمان أما السياسة فيها نسبة من المراوغة والخداع وهو ما لا يليق بالدين".
وأشار الدكتور مصطفى الفقي إلى أن الشعب المصري يشغل حوالي 6 أو 7 في المائة من مساحة مصر الكلية ، بالإضافة إلى هجرة داخلية عشوائية متزايدة تسببت في أن يصبح تعداد سكان مدينة القاهرة وحدها 13 مليون مواطن في حين أنها تتحمل فقط مليوني مواطن وبذلك يجب علينا التوسع السريع في إقامة مجمعات سكنية جديدة خارج الوادي.
وأشارالفقي إلى أنه لكي نضمن مستقبلا جيدا لمصر قائم على الديمقراطية يجب تحقيق الشفافية بكل ما تحمله الكلمة من معاني وذلك لأنه عندما توضع علامات استفهام كثيرة في اذان المواطنين فإن ذلك سيؤدي بالضرورة الى خلق مشاكل نحن في غنى عنها.
المصدر : وكالة أنباء الشرق الأوسط