لك الوكرُ والمجدُ والراسيات لك السحب والأنجم الباذخهْ
وعند انقضاضك عصف عتيٌّ تروّع منه الذرا الشامخه
وإما زعقتَ فصوت المصير يزلزل أطوادها الراسخه
لك السهل والنجد - غير الفضاء مديد الرحاب رحيب المدى
ومن يتقحم عليك الجواء فليس له منك غير الردى
ويغدو هباء شريد الدماء ويصبح درساً لمن هدّدا
وتحصد رزقك أنى تشاء ولكن من القمم العاليه
مليكا قويامهيب الجناح تهون عليك القوى العاتيه
فعرشك حيث يكون العلاء وغيرك للسفح والهاويه
وعشت عيوفاً كريم المقام رفيع المرام... أبيَّ الشَّمم
لذلك صرت (شعار) الجيوش يرفرف فوق نواصي الأمم
ورمز الكفاح السعير المرير إذا دِيسَ منها بأرض حَرَم
**** ****
كذلك كنت, فكيف هويت مغيراً .. تجور على عشها
وتزحف كاللص في ليلها لتستل بالغدر من قشها
نُخَاعَ صغار ضعاف رقاق تَمتّعن بالدفء في ريشها
وكانت تعانق شوق الحياة ويهزج في جانبيها الزَّغَب
فلما هبطت كحلم كئيب يسد عليها دروب الهرب
تَهرَّبَ من شفتيها الهديل وأخرسها منك سيف الرَّهَب
فيا ويلها إذ دهاها الغشوم ومخلبه القاتل.. الأعقف
نهوم بزرع الأسى والجراح خسيس بغيُّ الهوى مجحف
فأمتع ما يشتهيه الدماء إذا ما الجراح بها تنزف
**** ****
ويطلع فجر مريض الضياء على (صوصوات) الأسى والألم
وبعض من الريش فوق الغصون وبعض من القشّ يعلوه دم
وفي السفح تشهد أيكا كئيباً ضرير الفؤاد.. حطاماً أصم
ونسرًا تخلى عن الناطحات ليهبط منها .. على قاعها
ويزحف زحف الأفاعي اللئام كأني به صيغ من طبعها
وينزل ضيفاً عزيزاً عليها فتكرم مثواه في ربعها
ألم تره باحثاً في التراب عن الدود أو عن بقايا الرِّمَم
أسير الهبوط الذميم الحقير ذليل الجناح كسيح الهمم
فما عاد يدعى (مليك الطيور) ولكن.. عدوَّ العلا والقمم