همسة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همسة

اهلا بيك في منتدانا الشبابي الإسلامي ....مع بعض هنعيش اجمل لحظة بدوووووووووون معاصي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 إبراهيم بن أدهم.. الثري الزاهد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hema
عضو فعال
عضو فعال
hema


المساهمات : 157
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

إبراهيم بن أدهم.. الثري الزاهد Empty
مُساهمةموضوع: إبراهيم بن أدهم.. الثري الزاهد   إبراهيم بن أدهم.. الثري الزاهد Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 01, 2008 11:19 am

إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر التميمي، من كبار الزهاد والمتصوفين من كورة بلخ، حج أبوه مع زوجه وهي حبلى فولدت إبراهيم في مكة، فكانت تطوف به على الحِلَق في المسجد وتدعو لابنها أن يجعله اللهُ صالحًا.

كان أبوه أدهم من أثرياء خراسان، فعاش إبراهيم حياةَ دعةٍ وترف، وكان يحب الصيد، فخرج متصيدًا، فأثاره ثعلب، وإذا هو في طلبه هتف به هاتفٌ قائلاً له: "والله.. ما لهذا خُلِقت!، ولا بهذا أُمرت!"، فنزل عن دابته، وصادف راعيًا لأبيه، فأخذ جبته فلبسها، وأعطاه ثيابه وقماشه وفرسه وترك طريقته في التزين بالدنيا، ورجع إلى طريقة أهل الزهد والورع، وخرج إلى مكة، وصحب بها سفيان الثوري، والفضيل بن عِياض، ودخل بلاد الشام، فكان يعمل فيها، ويأكل من عمل يده.

وعاد إلى الشام ينتقل بين مناطق الثغور مجاهدًا وبعض المناطق الأخرى عاملاً لا يأكل إلا من أجرِ عمله، فكان يعمل في الحصاد، وطحن الحبوب، وحراسة البساتين، وكان سخيًّا كريمًا؛ لا يحتفظ بشيء من أجره، بل يُنفقه على أصحابه وذوي الحاجة، مكتفيًا بأبسط طعام وغالبًا ما يكون الخبز والماء.

كان كثير التفكر والصمت، بعيدًا عن حُبِّ الدنيا، وما فيها من شهرةٍ وجاهٍ ومال، حريصًا على الجهاد في سبيل الله لا يفتر عنه، وكان على زهده وتصوفه يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه؛ ليكون كسبًا حلالاً؛ ولذلك أعرض عن ثروةِ أبيه الواسعة، وعمَّا كان يُصيبه من غنائم الحرب، وآثر العيش من كسب يده.

ولإبراهيم بن أدهم رأي في محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار؛ فقد ذكروا له أن اللحم غلا ثمنه، فقال: أرخصوه؛ أي لا تشتروه فترخص أسعاره.

كان إبراهيم شديد الحنين إلى وطنه؛ فمن أقواله لأصحابه: "عالجتُ العبادةَ فما وجدت شيئًا أشد عليَّ من نزاع النفس إلى الوطن"، كما رُوي عنه قوله: "ما قاسيتُ فيما تركت شيئًا أشد عليَّ من مفارقةِ الأوطان".

وجاء أهل البصرة يومًا فقالوا له: "يا إبراهيم.. إن الله تعالى يقول في كتابه: ﴿ادعوني أستجب لكم﴾ (غافر: من الآية 60)، ونحن ندعو الله منذ وقتٍ طويل فلا يستجيب لنا" فقال لهم إبراهيم بن أدهم: "يا أهل البصرة.. ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:

أولها: عرفتم الله، ولم تؤدوا حقه.

الثاني: قرأتم كتاب الله، ولم تعملوا به.

الثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركتم سنته.

الرابع: ادعيتم عداوة الشيطان، ووافقتموه.

الخامس: قلتم: نحب الجنة، ولم تعملوا لها.

السادس: قلتم: نخاف النار، ورهنتم أنفسكم بها.

السابع: قلتم: إن الموت حق، ولم تستعدوا له.

الثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم، ونبذتم عيوبكم.

التاسع: أكلتم نعمة ربكم، ولم تشكروها.

العاشر: دفنتم موتاكم، ولم تعتبروا بها.

مواعظه

يقول رضي الله عنه: "ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك، ذمَّ مولانا الدنيا فمدحناها، وأبغضها فأحببناها، وزهَّدنا فيها فآثرناها ورغبنا في طلبها، وعدكم خراب الدنيا فحصنتموها، ونُهيتم عن طلبها فطلبتموها، وأنذرتم الكنوز فكنزتموها دعتكم إلى هذه الغرارة دواعيها، فأجبتم مسرعين مناديها، خدعتكم بغرورها وفتنتكم فأنفذتم خاضعين لأمنيتها، تتمرغون في زهواتها وتتمتعون في لذاتها، وتتقلبون في شهواتها وتتلوثون بتبعاتها، تنبشون بمخالب الحرص عن خزائنها، وتحفرون بمعاول الطمع في معادنها، وتبنون بالغفلة في أماكنها، وتحصّنون بالجهل في مساكنها، وأنتم غرقى في بحار الدنيا، حيارى تتمتعون في لذاتها وتتنافسون في غمراتها، فمن جمعها ما تشبعون، ومن التنافس منها ما تملّون، كذبتكم والله أنفسكم وغرّتكم ومنّتكم الأماني، وعللتكم بالتواني حتى لا تعطوا اليقين من قلوبكم والصدق من نياتكم، وتتنصتون إليه من مساوئ ذنوبكم وتعصونه في بقية أعمالكم، أما سمعتم الله تعالى يقول في محكم كتابه: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الذينَ آمَنوا وعَِملُوا الصَّالِحاتِ كالمُفْسِدينَ في الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ المُتَقينَ كالفُجَّارِ﴾ (ص: 28).

لا تُنال جنته إلا بطاعته، ولا تُنال ولايته إلا بمحبته، ولا تُنال مرضاته إلا بتركِ معصيته؛ فإنَّ الله تعالى قد أعدَّ المغفرةَ للأوَّابين، وأعدَّ الرحمةَ للتوَّابين، وأعدَّ الجنةَ للخائفين، وأعدَّ الحور للمطيعين، وأعدَّ رؤيته للمشتاقين قال الله تعالى: ﴿وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وعَِملَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ (طه: 82).

"خالفتم الله فيما أنذر وحذَّر، وعصيتموه فيما نهى وأمر، وإنَّما تحصدون ما تزرعون، وتجنون ما تغرسون، وتُكافأون بما تفعلون، وتُجزوْنَ بما تعملون، فاعلموا إن كنتم تعقلون، وانتبهوا من رقدتكم لعلكم تفلحون، الحذر الحذر!! الجدَّ الجدّ!! كونوا على حياءٍ من الله؛ فوالله.. لقد ستر وأمهل، وجاد فأحسن".

وفاته

تُوفي إبراهيم بن أدهم سنة 161هـ الموافق 778م وهو مرابط مجاهد في إحدى جزر البحر المتوسط، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: "أوتروا لي قوسي، فأوتروه، فقُبِضَ على القوس ومات وهو قابضٌ عليها يُريد الرمي بها، وقيل إنه مات في حملةٍ بحريةٍ على البيزنطيين، ودُفِنَ في مدينة جبلة على الساحل السوري، وأصبح قبره مزارًا، وجاء في معجم البلدان أنه مات بحصن سوقين ببلاد الروم.

بقلم عبدة مصطفي باحث تاريخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إبراهيم بن أدهم.. الثري الزاهد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همسة  :: الركن الايماني :: الخواطر والقصص-
انتقل الى: